شقق للايجار بحي البديعة بالرياض
تفسير البغوى (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه) أى: على محمد صلى الله عليه وسلم (آية من ربه) أى: علامة وحجة على نبوته، قال الله تعالى: (إنما أنت منذر) مخوف (ولكل قوم هاد) أى: لكل قوم نبى يدعوهم إلى الله تعالى. وقال الكلبى: داع يدعوهم إلى الحق أو إلى الضلالة. وقال عكرمة: الهادى محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: إنما أنت منذر وأنت هاد لكل قوم، أى: داع، وقال سعيد بن جبير: الهادى هو الله تعالى. تفسير الوسيط لـ طنطاوى ثم حكى، سبحانه، لونا آخر من رذائلهم، وهو عدم اعتدادهم بالقرآن الكريم، الذى هو أعظم الآيات والمعجزات فقال- تعالى-: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ.... ولَوْلا هنا حرف تحضيض بمعنى هلا. ومرادهم بالآية: معجزة كونية كالتى جاء بها موسى من إلقائه العصى فإذا هى حية تسعى، أو كالتى جاء بها عيسى من إبرائه الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله، أو كما يقترحون هم من جعل جبل الصفا ذهبا... لأن القرآن- فى زعمهم- ليس كافيا لكونه معجزة دالة على صدقه صلى الله عليه وسلم. أى: ويقول هؤلاء الكافرون الذين عموا وصموا عن الحق واستعجلوا العذاب. هلا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آية أخرى غير القرآن الكريم تدل على صدقه.
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) يقول تعالى إخبارا عن المشركين أنهم يقولون كفرا وعنادا: لولا يأتينا بآية من ربه كما أرسل الأولون ، كما تعنتوا عليه أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، وأن يزيل عنهم الجبال ، ويجعل مكانها مروجا وأنهارا ، قال الله تعالى: ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) [ الإسراء: 59]. قال الله تعالى: ( إنما أنت منذر) أي: إنما عليك أن تبلغ رسالة الله التي أمرك بها ، ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) [ البقرة: 272]. وقوله: ( ولكل قوم هاد) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، أي: ولكل قوم داع. وقال العوفي ، عن ابن عباس في تفسيرهما: يقول الله تعالى: أنت يا محمد منذر ، وأنا هادي كل قوم ، وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك. وعن مجاهد: ( ولكل قوم هاد) أي: نبي. كما قال: ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) [ فاطر: 24] وبه قال قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد. وقال أبو صالح ، ويحيى بن رافع: ( ولكل قوم هاد) أي: قائد.
20153-......... قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (ولكل قوم هاد) يعني: لكل قوم نبيّ. 20154- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ولكل قوم هاد) قال: نبيّ. 20155- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (ولكل قوم هاد) قال: نبيّ يدعوهم إلى الله. 20156- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (ولكل قوم هاد) قال: لكل قوم نبيّ. " الهادي" ، النبي صلى الله عليه وسلم, و " المنذر " أيضًا النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ [سورة فاطر: 24] ، وقال: نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى [سورة النجم: 56] قال: نبي من الأنبياء. * * * وقال آخرون، بل عني به: ولكل قوم قائد. *ذكر من قال ذلك: 20157- حدثنا أبو كريب قال: حدثنا جابر بن نوح, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، قال: إنما أنت، يا محمد، منذر, ولكل قوم قادة. 20158-......... قال: حدثنا الأشجعي قال: حدثني إسماعيل أو: سفيان, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح: (ولكل قوم هاد) قال: لكل قوم قادة.
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نعم هذه الآية المباركة يُستدل بها على عدم جواز انقطاع الإمامة في عصر من العصور، ذلك لأنها توضح أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المنذر للأمة وصاحب البلاغ، ثم من بعده لكل قوم ولكل جيل يأتي شخص ليتولّى أمر هدايتهم إلى الحق الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يكون هذا الشخص سوى الإمام المعصوم من أهل بيته (عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام). وقد ورد ذلك في روايات أئمتنا (عليهم السلام)، فعن محمد بن مسلم أنه قال: "قلت لأبي عبد الله - الصادق - عليه السلام في قول الله عز وجل: (إنما أنت منذر ولكل قوم هادٍ) فقال: كل إمام هادٍ لكل قوم في زمانهم". وعن بريد بن معاوية العجلي قال: "قلت لأبي جعفر - الباقر - عليه السلام: ما معنى (إنما أنت منذر ولكل قومٍ هادٍ)؟ فقال: المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام الهادي، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله". (راجع الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي وإكمال الدين للصدوق). وليس أمام المخالفين مفرٌّ من هذه الآية الصريحة إلا بالتعنت والعناد، فإنه يكفي سؤالهم عن الهادي اليوم لقومنا وأمتنا والشخص المتكفّل بذلك حسب قول الله جل جلاله؛ من يكون وأين هو؟!
تفسير القرآن الكريم
20154 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( ولكل قوم هاد) قال: نبي. 20155 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( ولكل قوم هاد) قال: نبي يدعوهم إلى الله. 20156 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( ولكل قوم هاد) قال: لكل قوم نبي. "الهادي" النبي صلى الله عليه وسلم ، و "المنذر" أيضا النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ: ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). ، [ سورة فاطر: 24] ، وقال: ( نذير من النذر الأولى) [ سورة النجم: 56] قال: نبي من الأنبياء. وقال آخرون ، بل عنى به: ولكل قوم قائد. 20157 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح: ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، قال: إنما أنت ، يا محمد ، منذر ، ولكل قوم قادة. 20158 -.... قال: حدثنا الأشجعي قال: حدثني إسماعيل أو: سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح: ( ولكل قوم هاد) قال: لكل قوم قادة. 20159 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، عن أبي العالية: ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: "الهادي" القائد ، والقائد: الإمام ، والإمام: العمل.