شقق للايجار بحي البديعة بالرياض
بقلم: شاكر فريد حسن تشكل تجربة الراحل جبرا إبراهيم جبرا نموذجًا فريدًا وفذًا في مشروعه الثقافي الذي نهض به على مستويات متعددة، بإنتاج أدب أصيل ينتصر للحداثة والحضارة والتنوير والتجديد. فهو كاتب وأديب وروائي ومثقف وناقد تشكيلي فلسطيني، ويُعد أحد العلامات الفارقة المتميزة في الأدب الفلسطيني، ومن أكثر الأدباء العرب انتاجًا وتنوعًا، انشغل بالرواية والشعر والنقد، وصدر له ما يزيد عن سبعين مؤلفًا من الانتاجات الأدبية والإبداعية، وقدم للمكتبة العربية سبع روايات، كلّ واحدة منها تشكل علامة هامة من علامات السرد العربي، وبقيت حتى اليوم مثلًا ونموذجًا في أسلوب الكتابة السردية وانعكاسًا واقعيًا عن العالم العربي. و"البئر الأولى" من الكتب التي قرأناها في مقتبل شبابنا وبدايات حياتنا الأدبية، وهو كتاب في السيرة الذاتية، كتب فصوله وهو في العراق، للتأكيد على هويته وخصوصيته الفلسطينية، لأن الكثيرين تعرفوا عليه وعرفوه ككاتب ومثقف عراقي، وكمساهمة في ترميم الذاكرة الفلسطينية المشتتة، وللتأكيد على الظروف الخاصة التي عاشها في طفولته وكانت ظروفًا صعبة للغاية لم تفت في عضده، بل كانت محفزًا لنجاحاته العلمية والأدبية.
كما كتب مرة عن محمد مهدي الجواهري. وكثيراً ما جنح إلى النقد التطبيقي، إذ يأخذ شاعراً أو نصاً معيناً ويعالجه من جوانب مختلفة. ومثل هذا التناول النقدي التطبيقي نجده في «ينابيع الرؤيا» في دراسة بعنوان: «هواجس النقيضين» في مسرحيات غسان كنفاني»، وفي دراسة ثانية عن المتنبي «التناقض والحل» وفي دراسة عن رواية «النهايات» لعبدالرحمن منيف. وفيها جميعاً تبدو للقارئ ثقافته وإحاطته الشاملة والرفق واللين في التناول، وبخاصة عندما يعرض لمؤلفات الأدباء الناشئين.
فترك في نقده حديث عن تجربته الإبداعية فيفيد النقاد في دراسة أدبه، من جانب آخر أكد أن عملية إبداع الرواية فعلٌ تتداخل فيه الأفكار والأحلام والأخيلة، فالعلاقة بين الإبداع والنقد علاقة تكافل وتبادل، وهي علاقة دقيقة. جبرا وعملية الإبداع ما يريده جبرا أن يبقى للكلمة وهجها، فهي الوسيلة لإعادة النظر في التجربة الإنسانية كلها، وبهذا تصبح الكتابة أكثر من ضرورة ، فالكتابة له نوع من العزلة لا بُدَّ منها عن تجربة العالم، ليقدم شيئاً متفرداً حديداً. وهي عملية استقصاء للذات والذهن، للتجربة التي تدفعه إليها قوى داخلية لا واعية، وبفضل خوضه معترك الإبداع والنقد حصلنا على تحديد دقيق لسمات الكتابة الإبداعية وحصلنا على وصف دقيق لأزمة المبدع الداخلية. شروط الإبداع لديه وضع جبرا للإبداع بعض الشروط، ومن ذلك بقاء الكاتب في قلب المعاناة. وغوصه في التجربة الحياتية؛ لأنها تزود الفنان بشحنات إبداعية. وذلك من خلال ضرورة تلازم هذه التجرربة مع الهدوء والتأمل. وأضاف أن لا بد من الحلم في تكوين الفن؛ لأن بفضل الفن نستطيع أن نقيم صلة بين الحلم والواقع. وكما ذكر قوة الخيال وقوة التركيز فمن خلالهم يستطيع الفنان أن يقوم بتجديد حس الحياة.
تصادف اليوم، الثاني عشر من كانون الأول، الذكرى السابعة والعشرون لرحيل الأديب جبرا إبراهيم جبرا (بيت لحم 1920-بغداد 1994)، والذكرى الثامنة عشرة على رحيل الشاعرة فدوى طوقان (نابلس 1917-2003). 70 مؤلفاً أدبياً لجبرا المؤلف والرسام والناقد والمترجم جبرا إبراهيم جبرا، أصدر في حياته الغنية بالأدب والخبرات ما يقارب الـ70 مؤلفا أدبيا، ما بين القصة والرواية والترجمة والنقد. ومن أبرز أعماله: مجموعة قصص بعنوان "عرق". وست روايات، هي "صراخ في ليل طويل" و"صيادون في شارع ضيق" و"السفينة" و"البحث عن وليد مسعود" و"الغرف الأخرى" و"يوميات سراب عفان". كما ترجم ما يقارب الـ12 كتابا ومقالا وفصلا وقصة لأدباء كتبوا بلغات كالإنجليزية والفرنسية. عالم بلا خرائط بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف كما أصدر، بالاشتراك مع الروائي عبد الرحمن منيف، رواية بعنوان "عالم بلا خرائط" وقبل أن يرحل كان يعمل على قصة قصيرةـ طويلة تدور حول موضوع فلسفي، لكنه لم يوضح طبيعة ذلك الموضوع في رسائله. ديوان شعري أصدر جبرا إبراهيم جبرا ثلاث مجموعات شعرية. وعندما جمعها في ديوان يشتمل على الأعمال الشعرية الكاملة، عام 1990، أضاف إليها مجموعة ليصبح نتاجه الشعري المنشور في حياته على النحو الآتي: ("تموز في المدينة" 1959، "المدار المغلق" 1964، "لوعة الشمس" 1979، "سبع قصائد" 1990).
وتابع: هناك كتبت البئر الأولى، في شارع الأميرات حيث أخذتك الرواية من الشعر إلا قليلا، وصاحبتك ريشة الألوان والموسيقى، ولم تبرح أيام العقاب، في الغرف الأخرى، فكتبت يوميات سراب عفّان، وعرق وبدايات، وأشعلت قنديلاً لملك الشمس، والسفينة، وجاؤوك صيادين في شارع ضيق، حتى جعلتهم بين دفتي بقاء، ولأنك الشاهد والمشهود في الوجع كان صراخك في ليل طويل، حتى تكاتفت وعبد الرحمن منيف ليكون العالم بلا خرائط. وأضاف: نفتقدُك اليوم على ظهر المأساة، ولكننا لم نفقد أثرك، فمن كان لجبرا إبراهيم جبرا غير وطنه، وشعبه، وأجراس الحلم، هنا في بطحاء الألم ولا نقول في صحراء الذاكرة، نستمد من أدبك وفنك ما يجعلنا على قيد الوفاء، ولو مرت السبعون بعد الخمس كلمح البصر، ومعها حربان عالميتان عشتهما، وخرجت من جلدتهما كغزالٍ سبق سهم الرماية، فإننا باقون على نهرك فوق ضفافك نعيد كتابة السيرة الأولى بروح أخرى، ومداد لا شائبة فيه، ولا مراد له سوى اصطياد حلمنا المشترك. وختم بيانه، بالقول: سلامٌ لروحك جبرا إبراهيم جبرا، حيث استقرت وحيث تنتظر". MENAFN11122021000205011050ID1103342802 إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.
في مساء السبت الثاني عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2003 ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة: "كفاني أموت عليها وأدفن فيها، وتحت ثراها أذوب وأفنى، وأبعث عشبا على أرضها، وأبعث زهرة إليها تعبث بها كف طفل نمته بلادي، كفاني أظل بحضن بلادي ترابا، وعشباً، وزهرة. ". تقول عنها الباحثة وداد السكاكيني: "لقد حملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في جيلنا المعاصر، ويمكنها من ذلك تضلعها في الفصحى وتمرسها بالبيان، وهي لا تردد شعرا مصنوعا تفوح منه رائحة الترجمة والاقتباس، وإن لها لأمدا بعيدا هي منطلقة نحوه، وقد انشق أمامها الطريق. كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب، فأصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات، وشغلت عدة مناصب جامعية، وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية. إضافة إلى ذلك، حصلت فدوى طوقان على العديد من الأوسمة والجوائز منها: جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978. وجائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989. ووسام القدس ، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.
اللغة النقدية عنده أولاً قال بضرورة المزاوجة بين النقد والإبداع. فهو يستعمل لتوضيح أفكاره النقدية لغة أدبية حافلة بالخيال والصور الفنية. فيبتعد بذلك عن لغة النقد الجافة. ثانياً الحاجة إلى تحرير الذهن من الجمود، الذي يسببه ركام القوالب. ثالثاُ لغته بسيطة دقيقة تعتمد العقل لا الخيال، وقد ظهر ذلك جلياًفي استخدتمه المصطلح النقدي الدقيق، لهذا بيّن لنا كيف أخطأ رواد الحداثة في استخدتمها الشعر الحديث(شعر التفعيلة، الشعر الحر، قصيدة النثر). رابعاً زاوج الكتابة الإبداعية والكتابة النقدية فجعل إحداها رافدة للأخرى. عناصر الرواية بمنظوره الشخصية: يستوضح عبرها إحساسه بالوجود الإنساني، ولا بدّ للروائي أن يتعايش مع الشخصية متأملاً عوالمها الداخلية. بالإضافة إلى أنه بيّن أسس الشخصية الناجحة؛ فيجب أن تمتلك وعياً لتتميز وتستقل فتؤثر في مجتمعها. اللغة الروائية والحدث: يطالب بإعادة النظر (وتقويم اللغة الشعرية والقصصية معاً). التجارب الحياتية الجديدة لا بد أن تستدعي لغة جديدة. يريد من المبدع التعميم. بيّن قدرة اللغة الرمزيّة على تجسيد ما في أعماق الإنسان. الحوار والحدث: بيّن أهمية الحوار في بناء الحدث من خلاله.